الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة ظاهرة اللافتات ونعرة الجهويات فتيـــــــــل للحــــــرب الأهليـــة !

نشر في  05 نوفمبر 2014  (11:47)

في سابقة لا تقلّ خطورة عن تلك التي حصلت بملعب 15 أكتوبر ببنزرت عندما رفعت بعض جماهير الفريق المحلي لافتة مسيئة لجهة الساحل ولكل التونسيين، ردّت بعض جماهير النجم الساحلي الفعل بلافتات مماثلة وعنصرية وأكثر شناعة وفظاعة من التي وقع رفعها في بنزرت، ولئن تفهّم الجميع ردة فعل جماهير النجم الغاضبة يوم رفعت تلك اللافتة المقززة من طرف فئة محسوبة على النادي البنزرتي، فإن ردّ الفعل بتلك الطريقة من شأنه أن يزيد في إشعال نار الفتنة وتكريس نعرة الجهويات التي تُعد أخطر ظاهرة يمكن أن تهدد تماسك المجتمع التونسي ووحدته الوطنية.
إن ما حصل في الملعب الأولمبي بسوسة يُنذر بما هو أخطر إذا لم يتوقف التيار وتهدأ النفوس وتتحمّل كل الأطراف مسؤوليتها كاملة لحماية بلادنا من الفتنة وهي التي أشد من القتل.. ولتجنب أيضا سيناريو ما حصل ذات يوم في بورسعيد عندما تسببت لافتة رُفعت بمناسبة مباراة بين النادي المصري والأهلي في مجزرة راح ضحيتها 74 قتيلا من جماهير الفريق الضيف.. وتعود أسباب هذه المذبحة الكروية إلى اللافتة التي رُفعت في مدرجات مشجعي الأهلي والتي كُتبت عليها عبارة «بلد الزبالة ما جبتش رجّالة» والتي اعتبرها أنصار النادي المصري إهانة لمدينتهم وتشكيكا في رجولتهم فاقتحموا الميدان بعد نهاية المباراة وإعتدوا على جماهير الأهلي مما أوقع عددا كبيرا من القتلى والجرحى وأدّى إلى كارثة كروية بسبب لافتة مستفزّة.
إن التذكير بحادثة بورسعيد وبالأسباب التي أدّت إلى المجزرة يدعونا إلى التنديد بكل قوة وصرامة بمثل هذه اللافتات والتحذير من عواقبها الوخيمة لأنها فتيل لحرب أهلية أو مجزرة «رياضية» -لاقدّر الله- خصوصا وأن السياسة ساهمت بشكل كبير في تغذية نعرات الجهويات من قبل العديد من السياسيين، من خلال التحريض والتمييز والاستفزاز وغير ذلك من الأساليب القذرة التي تجعل سكان هذه الجهة أو تلك يشعرون بالظلم أو النسيان وعدم الاهتمام.. لذلك أصبحنا مطالبين اليوم وأكثر من أي وقت آخر بمحاربة كل من يدعو إلى الفتنة أو يحاول زرعها بين التونسيين، ومحاربة ومعاقبة من يكفر الناس أو يعتمد على التفكير الجهوي المقيت الذي يترتب عنه الإساءة لإحدى الجهات أو المناطق التونسية أو عزلها عن بقية الجهات.
إن مقاومة هذه الظاهرة أصبحت أمرا ملحا وضروريا لتجنب مجزرة قد تدخل البلاد في دوَّامة من العنف قد لا نخرج منها أبدا، خصوصا وأن هناك من يترصّد بهذا البلد ويتمنى، بل ويسعى لإدخاله في حرب أهلية إن كان عن طريق السياسة والأحزاب السياسية او حتّى عن طريق الرياضة والنوادي الرياضية، وهو ما يجب أن تدركه أيضا الجماهير المطالبة بعدم الانسياق وراء هذا المخطط الذي سيقضي - لو تحقق لا قدّر الله- على مستقبلنا وأحلامنا ووحدتنا التي كنا نتميّز بها على غيرنا..

بقلم: عادل بوهلال